محمد عطية: الشرقية فى خطوة مفاجئة، أقدمت هبة يونس المعلمة بمدرسة اللغات على حذف منشورها الذى بثته عبر حسبها الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، والذى أثار ضجة كبيرة على مدار اليومين الماضيين، والذى اتهمت فيه الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية بإهانة المعلمين فى أثناء زيارته للمدرسة وجولته المفاجئة بها، حين قال “انا لو طولت أضرب المدرس بالجزمة على راسه” . وقالت يونس فى منشور جديد لها “أنا مش زعلانة من اللى هاجمنى فى موضوعى وﻻ فرحانة باللى شجعنى لأن مش دا كان هدفى من البداية، كان هدفى أن أظهر دور المعلم وضرورة التعامل معه كصاحب رسالة ويجب أن يُحترم ولكن هناك من أهان الموضوع وسيسه وحاول اﻻنحراف به عن المسار الرئيسى الذى نشرت الموضوع من أجله ولن اسمح بهذا.. لذلك سأحذف الموضوع” .
وتابعت يونس فى منشورها “كان حوارى مع سيادة المحافظ من منطلق ثورتين عظيمتين كان من أهم مكاسبها حرية التعبير عن الرأى وكان أملى أن يتسع صدره للحوار أكثر من ذلك دون الهجوم علينا وخاصة أننى أتفق مع سيادته فى رفض استغلال وجشع بعض المعلمين ولكن مازلنا للأسف نفس العقليات تحكمنا المناصب والكراسى، وعلى كل مسئول أن يعلم جيدا أنه وهو فى منصبه هذا هو خادم للشعب وليس بسيد عليه، فيجب أن يعمل من أجله وليس العكس، وليعلم الجميع أنه عندما تعود للمعلم مكانته المهدرة وقيمته المفقودة سيتقدم المجتمع وتتحسن أوضاعه فهو من يخرج للمجتمع الطبيب والضابط والقاضى والمهندس والمحافظ والوزير وحتى رئيس الجمهورية، فالمعلم المهان هو أساس نجاح هؤﻻء جميعا” .
وكان محافظ الشرقية قد نفى ما ادعته المعلمة مؤكدا أنه فوجئ فور دخوله فصلها بصورته موضوعة على السبورة وعليها علامة (X)، ومع ذلك لم يترك بابا للمشاحنات أو ما شابه ذلك ولم يقم باتخاذ أية إجراءات ضدها سوى قيامه بإصدار تعليماته بإزالة تلك الصورة، وتابع المحافظ أنها هى من أخطأت حين وصفت الطلبة بـ “الفشل”، وحرفت تصريحاته بهذا الشكل الذى يوقع العداوة والبغضاء بينه وبين المعلمين، كما أخطأت حين انصبت شكواها وحوارها معه على انتقاده بسبب محاربة الدروس الخصوصية، الأمر الذى عول عليه المحافظ فى تبرير الهجوم الذى شنته المعلمة وعدد من زملائها عليه عبر موقع “فيس بوك” .
من جهة أخرى تباينت ردود الفعل بين مؤيد ومعارض لتلك المعلمة فى موقفها الذى اتخذته ضد المحافظ، إلا أن الغالبية العظمى من الأهالى وبعض المعلمين عارضوها بسبب حرب التصريحات المتأججة والتى أدت إلى توتر العلاقة بين المعلمين وبين المحافظ عقب قيامه بمداهمة مراكز الدروس الخصوصية وإغلاقها وفرض غرامات على مديريها، دفعت بعض المعلمين إلى استنفار الطلبة ضد المحافظ مطلع شهر نوفمبر الماضى، إذ قاموا بتنظيم تظاهرات عارمة أمام مبنى ديوان عام المحافظة لإجباره على التراجع عن قراره بمحاربة الدروس الخصوصية، وقد استجاب المحافظ لتلك التظاهرات لتهدئة الأوضاع ولمصلحة الطلبة، وعلق العمل بالقرار لحين مزيد من الدراسة، معلنا أنه لا تراجع عن إعادة المدارس لدورها التعليمى والتربوى ومكافحة الدروس الخصوصية تخفيفا عن كاهل المواطن البسيط بداية من العام الدراسى القادم، وهو ما حاول بعض المعلمين استغلاله فى المطالبة بالإطاحة بالمحافظ قبل العام الدراسى الجديد خشية قيامه بمحاربتهم مجدد، بينما انحصر غالبية مؤيدى المعلمة بين اصحابها من المعلمين الذين انفعلوا بناءا على تصريحات زميلتهم المنسوبة للمحافظ والذى رأوا أنها تنال من مكانتهم كمعلمين .